عند علاج إدمان الكافيين ينصحك الطبيب بتجربة أفكار جديدة تساعدك في التغلب على إدمان القهوة، وفي حالة عدم نجاح تلك الأفكار يمكن اللجوء إلى مراكز علاج الإدمان للحصول على المساعدة والدعم النفسي والسلوكي في حالة عدم التحكم في رغباتك الشديدة للكافيين وفي حالة الخوف من إدمان الكافيين.
عليك باتباع ما يصفه لك الطبيب في مراحل علاج إدمان القهوة والتخلص من السموم التي تراكمت من هذا الفعل، لأن القهوة تسبب أضرار كثيرة على صحة الإنسان.
بالرغم من أن القهوة تعد من أكثر المشروبات شعبية حول العالم، وقد انتشرت ظاهرة إدمان القهوة في كافة المجتمعات الإنسانية مع اختلاف ثقافتها وطبقاتها الاجتماعية ودون النظر إلى الوضع الاقتصادي أو التعليمي، فمشروب القهوة يسهل الحصول عليه وميُسر للجميع، والإسراف من تناول القهوة يعد إدماناً يعالج مثل علاج إدمان الحشيش أو علاج إدمان الترامادول.
هل القهوة إدمان وتحتاج إلى علاج؟
إذا أخبرك أحد الأصدقاء أو الأقارب أنه لا يستطيع القيام بمهامه العادية دون أن يشرب فنجاناً من القهوة أو اثنين، فأعلم أنه قد وقع في إدمان القهوة.
لم ينحصر الإدمان على المخدرات فحسب، لكنه في حقيقة الأمر يقصد بالإدمان عدم قدرة الشخص على التخلي عن بعض الأشياء دون النظر إلى ماهية تلك الأشياء التي لا يستطيع أن ينفك عنها دون تلقي العلاج، وهكذا الحال في إدمان القهوة.
فالكثير من الأشخاص يعتقدون أن شرب القهوة مجرد مزاج فليست القهوة عقار يذهب العقل حتى يقال أنه إدمان! فهذه هي أكبر الأسباب التي تجعل هؤلاء الأشخاص لا يلتفتون إلى علاج إدمان القهوة، حيث لا يعترفون بأن عدم مقدرتهم على التخلي عن شرب القهوة هو إدمان، لكن في حالة توقفهم عن تناول الجرعة اليومية من الكافيين الموجود بالقهوة يومياً بلا شك ستظهر عليهم أعراض ترك شرب القهوة.
العلامات الدالة على إدمان الكافيين
وفقاً للتقارير الطبية والأطباء من الممكن أن يلاحظ الأشخاص بعض العلامات لمُدمن الكافيين، ومن علامات مدمن الكافيين ما يلي:
- الشعور الدائم بالألم في منطقة الرأس: حيث يُصاب بعض المدمنين على القهوة بمتلازمة الصداع الشديد، ويصيبهم عندما يتخذ قراراً بالتخلي عن شرب الكافيين.
- شيخوخة الجلد المبكرة: تساعد مركبات القهوة على طرح السوائل من الجسم، وذلك وفقاً للعديد من خبراء الصحة، لذا فإن شرب القهوة لسنوات طويلة تُساهم في ظهور أعراض جفاف وشيخوخة الجلد المبكرة.
- مشاكل في التركيز: عند الانقطاع من شرب القهوة يتعرض الشخص إلى مشاكل جدية في التركيز والتفكير المنطقي مما يؤدي إلى ظهور مشاكل نفسية حادة.
- الشعور بالتعب وعدم الارتياح: عند انقطاع شرب القهوة يلاحظ الكثير من المدمنين شعور بالتعب وعدم الارتياح، وهذا الأمر الذي يرجحه خبراء الصحة إلى اعتياد أجسامهم على مادة الكافيين، والتي تؤثر على إفراز الأدرينالين في الجسم، والتي بدورها تؤثر على عمل بعض الأعضاء الحيوية في القلب والدماغ وبعض أعضاء الجسم المختلفة.
- التفكير الدائم بالقهوة: يتعرض مدمن القهوة إلى حدوث حالة نفسية تدفعهم للتفكير الدائم بشربها عند الشعور بالتعب، أو المرور بأي ضغوطات نفسية في الحياة اليومية.
ماذا تعرف عن الكافيين؟
يُعرف الكافيين بأنه مادة كيميائية من مجموعة المنبهات التي تسمى “ميثيل زانثين“، ويوجد الكافيين بشكل أساسي في القهوة والشاي والكولا، لكن القهوة تحتوي على النصيب الأكبر من الكافيين، حيث يُعد من المواد المنبهة للقلب والدماغ بحيث يقوم بتسريع ضربات القلب، ويعمل على زيادة العصارة المعدية ويزيد من درر البول.
ولكي يكون الشخص مدمن للقهوة في حالة أنه يتناول ما يزيد عن 300 ملغم من الكافيين يومياً، وتكون هذه الجرعة ثابتة معه إن لم تزداد فلا تقل، وفي حالة توقفه عن تناول الجرعة المطلوبة من الكافيين تحدث أعراض تسمى بأعراض الانسحاب، وحينها يكون الشخص قد أدمن القهوة ويحتاج إلى علاج إدمان القهوة.
تأثير الكافيين على الجهاز العصبي
يعطي الكافيين تأثير سلبي حيث يسبب خلل الحاجز الدموي الدماغي، وقد يصل الكافيين إلى الدم عن طريق الأمعاء والمعدة مما يؤدي ذلك إلى زيادة النشاط العصبي في الدماغ لـ 15 دقيقة، حيث يقوم بعمل تثبيط عمل النواقل العصبية، وبالتالي يؤدي إلى حدوث زيادة مؤقتة في النشاط الذهني والانتباه، وبالتالي يقلل من التعب والدوار، وهذا نتيجة الأدينوسين الذي يقلل الكافيين من وصول الدم إلى الدماغ، مما يؤدي ذلك إلى الصداع الشديد والتقليل من دقة أداء الحركات التي تحتاج من الشخص فعلها بدقة.
يؤثر الكافيين على الجهاز العصبي بشكل يجعله يزيد من نبضات القلب ويزيد من الشعور بالجوع والعطش.
أعراض إدمان القهوة
- لا يستطيع الشخص المدمن للقهوة مزاولة نشاطه اليومي دون احتساء كوب من القهوة.
- لا يستطيع مدمن القهوة الاسترخاء والنوم بعد العودة من العمل دون احتساء كوب من القهوة.
- لا يستطيع المدمن للقهوة التفاعل والاندماج في الاجتماعات العائلية والمهام الوظيفية دون فنجان القهوة.
- قد يضطر الشخص المدمن على القهوة للجلوس على الكافيهات في منتصف الطريق أثناء السير ليشرب فنجان قهوة.
- يفضل الشخص المدمن للقهوة أن يشربها دون سكر أو بسكر خفيف.
- في حالة عدم وجود قهوة بالمنزل فإنه سيذهب خصيصاً لأحد الكافيهات أو القهاوي لإشباع رغبته من شرب فنجان القهوة.
ما هي فوائد القهوة؟
قد يتخيل البعض أن القهوة ضارة في كل الأحوال لكن هذا الاعتقاد خطأ، فشرب القهوة له فوائد قد أثبتها الطب، وسنذكرها لكم فيما يلي:
- شرب القهوة باعتدال يقلل من اشتهاء السكريات كالحلويات، حيث أن القهوة تعمل على إفراز الغدة الأدرينالية التي تتسبب في ارتفاع معدل السكر في الدم، ولكنها من جهة أخرى تعد هذه الفائدة مضرة بمريض الكلى، حيث تتسبب في حدوث قصور في هذه الغدة.
- يقلل تناول القهوة من الالتهابات المزمنة.
لكن هذه الفوائد تتواجد فقط في حالة إذا تم تناول قدر معتدل من القهوة دون الإفراط في تناولها.
لكن كما يقول المثل الشهير “الشيء إن زاد عن حده انقلب ضده”، فالإسراف في جل الأمور مذموم، وها هو الحال في شرب القهوة.
أضرار الإسراف في شرب القهوة
من أضرار الإسراف والإفراط في شرب القهوة ما يلي:
- سرعة الانفعال، والأرق الشديد.
- حدوث رعشة، ودوخة متكررة.
- اضطرابات في المعدة مع الإسهال.
- ارتفاع ضغط الدم.
- تسوس الأسنان وجفاف الجسم، فالكافيين يعمل كمدر للبول.
- يؤدي إدمان القهوة إلى الإصابة بالقولون العصبي.
- الإصابة بقرحة المعدة.
- إدمان القهوة يؤدي إلى الهلاوس، وقلة الخصوبة.
- يؤثر الإفراط في شرب القهوة على كفاءة أجهزة الجسم في امتصاص مادة الحديد الموجودة في الأكل.
- إدمان القهوة من أسرع الطرق لتصلب الشرايين.
- ازدياد نسبة الكافيين يعمل على زيادة كمية الكالسيوم التي تخرج مع البول، لذلك فإن الاسراف في شرب القهوة يعد من العوامل القوية المؤدية إلى ترقق العظام خاصة لدى النساء اللاتي دخلن في سن اليأس.
- أثبتت الدراسات المتخصصة مدى العلاقة بين الكافيين الموجود في القهوة، والتليف الكيسي لدى النساء.
- تناول الشخص ما يزيد عن 5 فناجين من القهوة يومياً، يزيد من نسبة الإصابة بمرض القلب.
- أثبتت الدراسات والأبحاث العلمية مدى العلاقة بين شرب القهوة والعديد من الأضرار، حيث إن الكافيين الموجود بها يؤثر على الكوليسترول في الدم، ويساعد على الإصابة بأمراض القلب، وأظهرت دراسات وأبحاث أخرى أن الأشخاص الذين لديهم إدمان على شرب القهوة يكون عندهم شراهة في التدخين وبعض العادات السيئة التي قد تكون عوامل قوية في الإصابة بأمراض القلب، كالإقبال على الأطعمة الدسمة ومزاولة الأعمال التي تتطلب الجلوس كثيراً.
- إدمان شرب القهوة يعيق عمليات حرق السكر عن طريق الكبد مما يهيئ الجسم للإصابة بمرض السكري.
ما هي أضرار شرب القهوة للحامل؟
- الإسراف في شرب القهوة للمرأة الحامل يحدث ضرر بالجنين، فقد يؤدي إلى نقص وزن الرضيع أو قد يحدث إجهاض وإسقاط للجنين حيث إن الكافيين قد يؤخر نمو الجسم وبعض الأعضاء عند الجنين.
نستطيع أن نستخلص مما سبق أن المشكلة ليست في شرب القهوة لكن المشكلة في “إدمان القهوة”، فشرب فنجان واحد أو اثنين أو 3 فناجين كحد أقصى من القهوة يومياً أمر غير ضار ولا يدعو للقلق.
أعراض الانسحاب من إدمان الكافيين
حين يتوقف الشخص عن تناول الجرعة الكافية من الكافيين الموجود بالقهوة، فإن هناك مجموعة من الأعراض تحدث نتيجة للتوقف عن إدمان القهوة، وتظهر أعراض الانسحاب من الإدمان على القهوة فيما يلي:
- الأرق الشديد.
- الرعشة.
- رشح في الأنف.
- الصداع لفترات طويلة.
- عدم القدرة على التركيز.
- تعكر الحالة المزاجية.
- حدوث الغثيان.
- الشعور بالإرهاق والتعب.
- آلام في العضلات.
كيفية الإقلاع عن إدمان القهوة
لكي تقاوم شرب القهوة بشراهة وتستطيع التغلب على إدمان القهوة، يجب عليك اتباع ما يلي:
- لا تمتنع عن شرب القهوة كليًا، لكن يمكنك أن تحتسي فنجان قهوة منزوع الكافيين من ربعه، وهكذا تقلل من الكافيين تدريجياً إلى أن تتناول القهوة منزوعة الكافيين تماماً.
- تغيير العادات التي تمارسها عند شرب القهوة.
- الإكثار من ممارسة الأنشطة خلال اليوم، كممارسة الرياضة، أو التنزه في الأماكن العامة، أو الخروج مع الأصدقاء، وذلك حتى تشتت من التفكير في تناول القهوة.
- استبدل مشروب القهوة بمشروبات أخرى تحتوي على نسب أقل من الكافيين مثل الشاي، ومع مرور الوقت يستطيع الشخص استبدال هذه المشروبات التي تحتوي على الكافيين بمشروبات صحية تماماً كالعصائر.
- قد يتعبك أمر الإقلاع عن تناول القهوة بالكميات الكبيرة التي كنت تتناولها في السابق، لكن تأكد أن الآثار الجانبية في حال تركك للكافيين تكون مؤقتة، فقد يصعب عليك الأمر في البداية، لكن لا تنزعج وتوطد نفسك من أجل الحفاظ على صحتك.