الانتقال السريع
في إحدى بطولات كرة القدم في نجريج، دخل صبيان يرتديان قميصي محمد صلاح محليي الصنع في منافسة شرسة على لقب البطل. كان من الواضح أن كلاهما يريدان الفوز بلقب البطل، وكان صراعهما شديدًا للغاية، ولكن بدون توتر يمكن أن تفوز https://melbetegypt.com/ar مع لاعبيك المفضلين.
يحافظ محمد صلاح على دائرة أصدقائه المقربين ويعاملهم بشكل جيد، والدليل على ذلك منشوره الأخير على مواقع التواصل الاجتماعي الذي هنأ فيه علنًا محمود جنش بعيد ميلاده الأربعين. من هو محمد صلاح وتاريخه وإنجازاته في هذا المقال.
كيف بدأ؟
وُلد محمد صلاح في بيئة متواضعة في عام 1992، ومع ذلك لم يكن أحد يتوقع ما يخبئه له المستقبل. نشأ في شوارع نجريج، وهي قرية ريفية فقيرة يعيش 66% من سكانها تحت خط الفقر، ونشأ وهو يلعب كرة القدم في شوارع نجريج، وكان قدوة لزين الدين زيدان ولويس فيجو وحلم بأن ينافس يومًا ما في مستواهما.
انضم صلاح في البداية إلى فرق الشباب في ناديي اتحاد بسيون وأوثماسون طنطا المحليين قبل أن يكتشفه نادي المقاولون العرب. وللوصول إلى التدريبات في الصباح الباكر من كل يوم، كان يغادر المدرسة مبكرًا كل يوم، ويقطع رحلة تستغرق ثلاث ساعات بالحافلة في كل اتجاه، رغم أن نادي المقاولون كان يدفع له شهريًا حوالي 20 دولارًا أمريكيًا تغطي جزءًا من أجرة الحافلة لمدة أسبوع واحد فقط من السفر، وكان والده الذي يدير مشروعًا لتجارة الياسمين يغطي التكاليف المتبقية بنفسه.
اهتم صلاح كثيراً بمشاريع التجديد المجتمعي في موطنه الأصلي في نجريج. حتى أنه تبرع بالمال لبناء المستشفيات والمعاهد الأزهرية.
وقد ألهم كرمه عددًا لا يحصى من الحكايات التي لا يمكن تصديق الكثير منها دون دليل بالفيديو أو الصور الفوتوغرافية (على سبيل المثال عندما كان بعض المتنمرين يتحرشون بمشرد في محطة وقود في ليفربول ووصل صلاح في سيارته البنتلي لتهدئة الموقف وتقديم المال للسكن). ومع ذلك، فإن هذا الكرم أكثر من مجرد علاقات عامة، فصلاح يغير حياة الناس حقاً من خلال جهوده.
السنوات الأولى
وُلد محمد صلاح لأسرة متماسكة في نجريج بالغربية. كان كلا والديه معلمين غرسوا في نفوس أبنائهم العمل الجاد والتفاني في التعليم؛ ومع ذلك كان محمد الصغير مشجعًا نهمًا لكرة القدم يطارد الكرات في أنحاء بلدته بحثًا عن الكرة! وحرصًا منه على تحويل شغفه بهذه الرياضة إلى مسار مهني ناجح، عمل بلا كلل من أجل تحقيق هدفه.
قادته طموحاته المبكرة إلى الانضمام إلى فريقين محليين هما اتحاد بسيون وأوثماسون طنطا خارج مسقط رأسه قبل أن يبدأ في تطوير كرة القدم الاحترافية في نادي المقاولون العرب. وفي سن الـ17، أثمر اجتهاده في العمل عن انضمامه إلى الفريق الأول.
وبمجرد أن ترك بصمته في أوروبا، انتبهت فرق أخرى إلى ذلك. اهتم نادي تشيلسي الإنجليزي بضمه بينما قضى فترات إعارة مع كل من فيورنتينا وروما.
وقد أثار ضجة كبيرة في كأس العالم 2018 عندما وضعت مصر كل آمالها فيه لتقديم أداء جيد، حيث سجل 22 هدفاً في جميع المسابقات، وأصبح رمزاً ثقافياً من خلال تبرعه للأعمال الخيرية وحتى ظهوره في متحف مدام توسو. وقد أكسبته شخصيته الدافئة وأخلاقه اللطيفة الكثير من الإعجاب من المشجعين في مصر حيث كان يزور المشجعين مباشرةً في كثير من الأحيان.
الخطوة التالية
في حفل تتويج الأرجنتين بالكأس بعد فوزها بنهائي كأس العالم، قام أمير قطر بتغطية ليونيل ميسي بالرداء العربي التقليدي المعروف باسم رداء البشت خلال حفل تقديم الكأس. وفي حين رأى البعض أن هذه اللفتة قد طغت على لحظة ميسي الهامة وحاولوا التقليل من أهميتها على وسائل التواصل الاجتماعي، رأى البعض الآخر أنها شرف لقطر وأميرها لإظهار الثقافة والتقاليد العربية للعالم.
أقامت قطر احتفالاً مميزاً بمناسبة اليوم الوطني في 18 سبتمبر 2018. وأظهر ارتداء نجم باريس سان جيرمان نيمار لباس البشت رغبة في الترويج للثقافة وتعريف الناس بكل ما تقدمه قطر للعالم.
تعمل قطر بقوة على تسويق صورتها في الغرب. وتمتد طموحاتهم إلى ما هو أبعد من الرياضة لتشمل استقطاب رياضيين من ذوي الأسماء الكبيرة مثل مغني الراب الأمريكيين، ولاعبي الدوري الأمريكي لكرة السلة للمحترفين وممثلي هوليوود – حتى مغني الراب الأمريكي! وقد استأجرت قطر شركات علاقات عامة للترويج لسياستها الخارجية والسياحة والاستثمار في أمريكا، بالإضافة إلى إنفاق ملايين الدولارات للترويج لدوريها المحلي وجذب بعض أفضل اللاعبين في العالم إلى قطر.
الحاضر
لقد ترك محمد صلاح، المعروف باسم محمد صلاح، بصمته في كرة القدم الأمريكية بتسجيله هدفين مع إنتر ميامي هذا الموسم حتى الآن. ومع ذلك يظل هذا الأيقونة المتواضع وفياً لجذوره، فمن ركوب الحافلة لمدة أربع ساعات إلى العشق العالمي، وقصته في المثابرة والتفاني تستحق أن تتناقلها الأجيال القادمة.
وقد شهدت نهاية الأسبوع الماضي خطوة مهمة أخرى في رحلة ميسي، عندما كرّمه أمير قطر بإهدائه عباءة عربية تقليدية تسمى البشت. ويرجع تاريخ هذا الثوب إلى قرون مضت، ويرمز هذا الثوب إلى الاحترام والمجد، وهو ما تشرف الأمير بإهدائه له. وذكر متحدث باسم ديوانه أنه شعر بالفخر لتلقي ميسي مثل هذا الإرث الثمين.
كما لفتت عروض صلاح في قطر أنظار الأندية السعودية التي عرضت عليه 400 مليون دولار سنوياً كمقابل للعب في صفوفها، لكنه رفض هذا العرض.
وبدلًا من ذلك، قرر صلاح مواصلة مسيرته في الولايات المتحدة الأمريكية مع التركيز على رد الجميل لناجريج. يقول ماهر شتيه، عمدة نجريج، إن صلاح أعاد الحيوية إلى مدينتهم ومنح الأطفال المحليين الأمل في المستقبل. لكن لسوء الحظ، لا تزال نجريج تعاني من مشاكل الفقر، لذا يجب على الشباب مثل صلاح أن يساعدوا في إحداث تغيير وإحداث فرق.